الاثنين، 2 فبراير 2015

                                                      الجنس الآخـــــــــر

في آخر زوايا أفئدتنا كتلة مستديرة الشكل ،معقدة التكوين،تحوي ألم يرعب الإبداع والتفكير ،يجعلنا نسحب اناملنا عن كل جديد وأقدامنا تحتضن ثري القديم،نعم...نعم إنها عقــــــــــدة يمكن ان تكون،مرض ...يجوز...هذا كلامي عندما أختلي بنفسي،لا لا انا فقط لا أرغب الآن ..وهذا قولي  في ظل جماعة الأهل والأصدقاء.

    لماذا لم توافقي علي من تقدم لخطبتك ؟سمعت بانه ذا جاه وجمال...نعم يا صديقتي لقد لامست ذلك عندما لمحته ولكنني أشعر بعدم رغبتي في الإرتباط الآن ؛فانا حقا حقا أريد إتمام دراستي وإستلام وظيفة بالأول .....

     في تنهيدة يأس "لقد مرت سنتان ..اكملت دراستي والآن انا علي مشارف إستلام وظيفة ،ثم توقفت برهة وشرد ذهني لأمور الحب والزواج ؛فتذكرت صديقتي التي بالفعل أحبته بشدة وظنت أنه يبادلها نفس المشاعر ؛التقيا كثيرا وارتبطا طويلا...تقاربا واستمرا في الحب كما هو مزعوم  إلي أن جاء موعد الرحيل ودموع الأنين،وصديقتي الآخري التي ظلت تبحث عن الحب وعندما وجدته ...شاء القدر وأقسمت الظروف ألا يجتمعا،وانتهي بها الحال لإضطراب عقلي خطير...يا لطيف لا أريد إلتهابا عقليا ..اضطرابا عقليا اقصد،يا الله فأنا حقا لا أطيق الرجال ..نعم لا أحتاج احدهم في حياتي ..فأنا أكفي ..حمدا لله أنني لم أعش طويلا مع أبي ..حمدا لله أنه توفي وأنا صغيرة وإلا لما أشفقت عليه وترحمت حين تاتي سيرته،وحمد لله انني أدرك وأعي ...أدرك وأ ...ع...ي ....وأخذني نوم عميق ولم انتبه لحالي إلا صباح اليوم التالي وأنا أستلم وثيقة إستلام وظيفتي رحماك يا ربي أنها وظيفة في مكتب بريد يارب استرها يارب ...رجال في رجال ولك أن تتوقع الحال .........

       هل أفرح لأنني أصبحت من ذوي الوظائف أم انتحب وأحزن لأنني سأعمل بتعاسة قلب ومرار،قررت عدم التفكير في الأمر طويلا،وأخذني عقلي إلي خزانة ملابسي ،أنتقي منها كل ما هو قاتم اللون ،شاحب التفاصيل ،المنسدل طووووووووووووويلا ،الفضفاض كثيرا اكثر من المعتدل وأظهره علي باقي الثياب لكي يكون قريبا من نظري دائما،ثم أغلقت الخزانة واخذتني قدماي إلي مرآتي نظرت بها لاري خلفي كم كبير وعجيب من الرجال يضحكون ؛فأسرعت بنظري إلي قاعدة المرآة محاولة عدم رؤية ذلك المنظر القبيح،فوقعت عيناي علي بعض مستحضرات التجميل ؛فإلتقطتهم في خيبة امل وفتور ووضعت إياهم بإحدي ادراج المرآة قائلة "لا حاجة لكم بعد الآن..........لا حاجة لكم بعد الآن".

      استبقيت علي السرير غامضة عيناي سريعا مستسلمة لنوم لعله راحة ،جاء الصباح مسرعا علي غير عادته،ارتديت ملابسي بدون زينة ..بدون ابتسامة ....بدون فرح،واتجهت إلي المكتب وما إن وصلت حتي إنقبض قلبي وإرتجفت مشاعري خوفا وفزعا وعصيانا،الرجال في جميع أرجاء الشارع ..ولكن الرجال هنا لن اتعامل معهم ،اما في الداخل ..ماذا سيحدث ..اله وحده يعلم "ياربي ساعدني  وألهمني الصبر"،دخلت المكتب وهنا تاتي المفاجاة الكبري لم اتوقع أبدا فعلا لم أكن أتوقع أبدا "المكتب خالي من جميع الرجال"،الحمد لله في إبتسامة فرح وامل وسعادة؛ألقيت التحية وجلست أرتب أوراقي وأنظمها وأستهل عملي ولكن أنا احتاج لإمضاءة مدير قسمي ...بسيطة في إبتسامة مرحة ؛فبالتأكيد مديرة قسمي سيدة جميلة وحنونة وأنا أتوقع انها علي الأغلب في اوائل الأربعينات ،سأذهب لأحصل علي الإمضاءة نعم ...إنها مكتبها قريب جدا ،ما أن طرقت الباب ودخلت دون ان يؤذن لي من لهفتي المرحة الفرحةإلا وأن صدمت بكل معاني الكلمة ؛فهو رجل ...يا للخيبة يا للخيبة "ياربي مفيش حاجه حلوة تكمل للآخر أبدا"فإبتسم من يجلس هناك إنه شاب في حدود الثلاثين من العمر بشوشا مرحا بعض الشئ قد اتخذ من جلسته وموضعه هيبة ووقار وامامه لافتتة وضعت  ف صدر خشبة المكتب "الأستاذ /محمد .... رئيس القسم ....ما ان لمحني حتي أذن لي بالدخول ؛فاقتربت رويدا وعلامات الغيظ تملأ ملامحي "أنتي الموظفة الجديدة"فرددت عليه بخشونة"أيوه"؛فقال في ذوق "ده ورق محتاج إمضتي فالعمل هنا منظومة متكاملة،ومفيش حلو بيكمل زي مقولتي إلا بالتعاون ...وأغلقها بإبتسامة رقيقة"؛ولكن هي لم تسمع لم تري إلا بغضها وكرهها له ولجنسه.من ثم أخذت اوراقها وأنصرفت.

       مرت الأيام مسرعة وهي مازالت مستمرة ف عملها ،ولكن طرأ تغيير عليها مع ثالث يوم عمل تقريبا ؛فهي أصبحت تقوم بعملها وعمل زميلاتها ولكن هذا ليس بأمر مديرها وإنما فقط مساندة لزميلاتها أصحاب البيوت والأزواج والاولاد كما يحتالون عليها ويلعبون بمشاعرها لتساندهم؛فهي تبقي بالعمل لساعات إضافية فوق ساعات العمل الأساسية تدخل اولهن وتخرج آخرهن وتقوم بعمل المؤسسة كاملا ،إلي ان نصحها الاستاذ /محمد قائلا"أستاذة أنكي تقومين بعمل الجميع فأنتبهي لذلك؛فقبلك حدث ذلك مع الموظفة السابقة عليكي وانتهي بها الحال لطردها من العمل"،ولكنها تكرهه ولا تطيق كلامه ولا تحب له حديثا ؛فتابع كلامه"لماذا اشعر دائما ببغضك لي؟"لم تجب وساد جو من الصمت قطعته قائلة بنبرة شجاعة وإهتمام في إلقاء الإجابة غير متوقع"أنا أبغضك ابغض كل أبناء جنسك؛نعم اكرهكم وصوتها يعلو رويدا رويدا...عندما كنت في الخامسة هل تعلم هل تعلم أن أحدهم ضرب امي لأنها فقط تريد إستيعار خمسة جنيها لآخر الشهر  ..لتسد دين أبي حتي لا يطردونا من المنزل ؟اما كان لأبي أبن جنسك هو الآخر ألا يستدين من أحد...انا بالفعل امقتكم جميعا أيها الجنس ؛ألم تكونوا تؤدون بناتكن ..لم فجأءة أصبحتم حنونين وأصبحتم تنصحون"،صمت الأستاذ وصوته يكاد يدمع قائلا"ليس جميع أبناء الجنس الواحد متشابهون وإلا كنتي تشبهين الساحرة الشريرة أو كنتي تشبهين تلك المستهترة التي تترك اعمالها وتخرج ؛كذلك أباك يمكن ان يكون قد أستعار المال من اجلك انتي أما بالنسبة لؤد البنات فإنها عادة قد لازمت الجاهليه وانتهت حمدا لله بالإسلام "،أثر الكلام بها قليلا طرق باب قلبها ولكنها جمعت أشيائها متخذة حقيبتها مسرعة ف الرحيل.

          مر الشهر الاول بالعنل سريعا وهي تلتزم بعملها وعمل زميلاتها،وتستقبل تقديرا كبيرا من مدير قسمها ؛حتي تسللت الغيرة لقلوب زميلاتها؛فوضعن الخطط لإيقاعها في فخ  قد سبق أوقع فيه من سبقا فبالإضافة لشعورهم بالغيرة أحسوا فيها تكاسل عن أداء أعمالهن، في غيابها تناولوا الأوراق تلاعبوا بالأرقام أنقصوا وأزادوا وأنتقلت الأوراق للمديرة التي ما أن رأتها أرسلت في طلب المسكينة ومديرها وأظهرت لهم مدي غضبها وحزنها لما يحدث وهذا التلاعب من أين جاء وأين الأموال المزادة أين ذهبت؟كل ذلك لم يجد جوابا من الأستاذ والموظفة الإ نظرات التعجب والقلق الذي قطعه الأستاذ معلنا عن أسفه وطالبا من المديرة بعض الوقت ليظهر الحقيقة ملتمسا للموظفة العذر؛فهي أقدر موظفة بالمؤسسة،وانصرف الاستاذ /يدبر الخطط؛طالبا منها أن تجمع أشيائها وترحل وهو سيتصرف ورحلت بالفعل باكية لان من نصرها ودعمها هو ابن عكس جنسها ،جاء الأستاذ /محمد بالموظفة الجديدة التي فعلوا معها ما فعلوه مع السابقة واعطوا لها الامان قاصين لها ما فعلوه معها من تلاعب وبالفعل أستطاع مدير القسم إثبات من المخطئ عن طريق أخته التي إرتدت قناع الموظفة الجديدة،وذهب الأستاذ /محمد إلي المظلومة قائلا لها"ظهر الحق وزهق الباطل "ففرحت فرحا شديدا بذلك والأكثر من ذلك ان نظرتها اختلفت لعكس جنسها ،فزمن الؤد فعلا قد ولي ،ويمكن ان يكون والدها مظلوما ،فلا دليل لديها ..................حقا لا تخاف فقط دون أن تجرب ولا تصنع لحالك عقدة تقيدك....

السبت، 31 يناير 2015

الحياة بدون شخص وحيد عزيز أشبه بالجحيم ،الذي ينتهز الفرص لإيقاعك وحبسك بين ظلمات قبضته الموحشة ،فلتسرع ولتتخذ لنفسك عزيزا سواء كان اخا ،صديقا أبا أما أيا كان ولكن ؛فلتسرع وتري الفرق فهو لا يوصف بكلام علي ورق ...........M........